خطوات في طريق التصحيح (4-4)

10-الإكثار من تلاوة القرآن خشوعاً وتدبراً؛ فإن القرآن كله هداية وسبيل إلى الاستقامة،  ﴿إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا(1) ، ويتبعه كثرة الذكر المطلق، والمقيد بوقت أو مكان أو حال.

11-الدعاء والإلحاح على الله بالاستقامة، والثبات وعدم الزيغ والانحراف، فما سئل الله إلا أعطى السائل سؤاله، وأجاب طلبه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(2).

12-تعلم العلم النافع فهو القاضي على الجهل، والمنير للدرب المظلم، والمنجي من الهلاك، والعاصم من القواصم.

وبعد:

فهل نحن من أهل الاستقامة؟ وهل نعقد العزم على ذلك؟ وهل نصحح أخطاءنا؟ ونسير في خطوات التصحيح؟

فيا مَن فرطت في جنب الله! تب إلى الله قبل أن يأتيك أجلك، ولا تقنط من رحم الله، وعُد إلى الله تجده أرفق وأرحم من أبيك وأمك، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُبابٍ مرَّ على أنفِهِ فقال به هكذا». ثم قال: «لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً، وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه؛ فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده«(3)

وعليك بالدعاء إلى الله في أوقات الإجابة؛ بالأسحار، وبعد الصلوات المكتوبة، وبين الأذان والإقامة، توجّه إلى الله تضرعاً وخفية، سل الله أن يوفقك للاستقامة، سل الله الصحبة الصالحة يعينوك على طاعة الله، وقل: يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرِّف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك، وسَل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى، وتذكر المعاني العظيمة التي في سورة الفاتحة، وأنت تقرأها في كل ركعة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(4) ، وعليك بالعزم على الاستقامة حتى الموت، ولا يصدنك عنها صاد، ولا تكن كمن كان يصلي الفجر جماعة في أول الأمر، وبعد أيام كان يتأخر عنها فلا يحضر المسجد إلا بعد ركعة أو عند التشهد، ثم تكاسل عنها فكان يصلي في وقتها ولكن في البيت، ثم أخذه الفتور فبدأ يضبط المنبه على موعد العمل الساعة السابعة، أما صلاة الفجر فقد كبر عليها أربع تكبيرات أول يوم بدأ فيه التكاسل!! فعليك القضاء على التكاسل والفتور أو ما يطرأ عليك، وإلا فسيزداد التكاسل كل يوم حتى تترك الجمع والجماعات، وتستحق اللعن والطرد من رحمة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

واعلم أن ما حصل لأسلافنا من النصر والعز والتمكين والسعادة في الدنيا والآخرة ليس إلا بالتزامهم بدينهم، واستقامتهم عليه، وما حصل لمن بعدهم من خذلان، وتسلط الأعداء عليهم، وخوف وهزيمة؛ فبضعف التزامهم بدينهم، وبعدهم عن تعاليم ربهم، وإيثارهم الدنيا الفانية على الأخرى الباقية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الإسراء:9]

(2) [البقرة:186]

(3) رواه البخاري في الدعوات، باب التوبة (6308)، ومسلم في التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها (2675).

(4) [الفاتحة:6-7]



بحث عن بحث