مفاهيم خاطئة وسلوكيات منحرفة (1-4)

وهذه وقفة مهمة؛ لأن بعض الناس في الآونة الأخيرة قد عكروا صفو هذا الالتزام وتلك الاستقامة بمفاهيم خاطئة، لا بد للمسلم من الابتعاد عنها، وأن يعرف حقيقة الاستقامة ومفهومها الصحيح، حتى لا يقع منه الزلل، ويستقيم على تعاليم الإسلام بمفهومه الصحيح، بل وصلت الحال بتغيير مفاهيم عن الدين فانعكست وتشوهت.

ومن المفاهيم الخاطئة:

      أولاً: في العقيدة، ومن ذلك:

1-ما يظنه بعض الناس أن الإيمان في القلب، ويقصد أن عمل المسلم ومظهره وملبسه لا علاقة لها بإيمانه، وهذا مجرد ظن، والظن المحض لا يغني من الحق شيئاً، بل الإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، قال الحسن البصري: «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل«

2-ومن المفاهيم الخاطئة: أن يدعي الرجل الإيمان بالله مع ارتباطه بما يضاده، من حب الطاغوت، أو اعتقاد خاطئ في الأنبياء والأولياء، وجعلهم الوسيلة بينه وبين الله تعالى، أو وقوعه في بعض مظاهر الشرك، أو موالاة الكفار، أو ترك أمور الدين بالكلية.

3-ومن المفاهيم الخاطئة: أن يدعي الرجل الإسلام -ومعناه الاستسلام لله تعالى- ولكن إذا أصابته سراء استقام على الدين، وإذا أصابته ضراء انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة.

4-ومن المفاهيم الخاطئة: تقسيم أمور الدين بين اللب والقشور، فيعد بعض أمور الدين على أنها لب، والبعض الآخر على أنها قشور؛ لينسلخ مما شاء من أمور الدين بدعوى أنها قشور، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ(1) ، وليس في الدين ما يسمى بالقشور، بل جميع أمور الدين هداية وبرهان، قبولها فلاح وتركها خسران.

5-ومن ذلك: ضعف التعلق بالله تعالى، واتباع السحرة والمشعوذين والدجالين وقراء الكف، أو الاعتماد على الأسباب المباشرة، وترك اللجوء إلى الله تعالى.

      ثانياً: في العبادة:

ومن ذلك: تقصير كثير ممن يدعون الاستقامة في الأمور العبادية، كالتخلف عن الجماعة في الصلوات المكتوبة، أو التأخر بدون عذر، أو بحجة أنه لا تعجبه قراءة إمام المسجد، ومنهم من إذا كان برفقة الصالحين صلى، وإذا كان برفقة رفاق السوء قعد عن الصلاة، ومنهم من يتخلف عن صلاتي الفجر والعصر بصفة دائمة وينام عنهما، ومنهم من يعبد الله على حرف؛ فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، ومنهم من لا يهتم بالرواتب، ومنهم من يصلي ولكن لا يؤدي الزكاة، ومنهم من يصوم لأن الجميع صائمون، ولكن لا يتخلق بأخلاق الصائمين، ومنهم من يستطيع الحج ولكن يسوّف كل عام؛ فضلاً عن الإخلال بتلك الأركان من واجبات ومستحبات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [البقرة:208]



بحث عن بحث