أمثلة حية للاستقامة (7-11)

6-الإمام العلامة ابن باز ::

هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز :، ذلك الرجل الذي فقد بصره ولم يفقد بصيرته، حامل علم الكتاب والسنة، والحريص على نفع المسلمين بكل ما يملكه من العلم والمال والجاه والمنصب، ولم يبخل يوماً في إنفاق ما عنده حتى أحبه الجميع من الأمير والمأمور، والغني والفقير، والعالم والجاهل، والبدو والحضر، والذكر والأنثى، والصديق والعدو، كما أنه كان على جانب عظيم من العبادة والتدريس والفتوى والتأليف، والنصح لكل مسلم، فكان حقًّا عالماً عاملاً بعلمه.

والشيخ : مع كونه كفيفاً كان عالي الهمة، فقد حفظ القرآن قبل البلوغ، وتلقى العلوم الشرعية على أيدي كثير من علماء الرياض، مثل: الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله-، والشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قاضي الرياض-، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ، ولازم حلقاته نحواً من عشر سنوات، وتلقى جميع العلوم الشرعية حتى رشح للقضاء من قبل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم :.

وقد تولى عدة أعمال جليلة كلها تصب في منفعة الإسلام والمسلمين، منها:

أ- القضاء في منطقة الخرج لمدة أربعة عشر عاماً.

ب- التدريس في المعهد العلمي وكلية الشريعة بالرياض لمدة تسع سنوات، درّس فيهما الحديث والتوحيد وعلوم الفقه.

ج- عُين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1381هـ إلى 1395 هـ.

د- تولى رئاسة الجامعة الإسلامية سنة 1390هـ وبقي في هذا المنصب إلى سنة 1395هـ.

هـ- عين رئيساً عامًّا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

و- عيّن مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء عام 1414هـ.

وإلى جانب هذه الأعمال كان له عضوية ورئاسة في كثير من المجالس العلمية والإسلامية، مثل: رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، وعضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

وله من التأليفات أكثر من عشرين مؤلفاً، أهمها: الفوائد الجليلة في المباحث الفرضية، التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة، التحذير من البدع، نقد القومية العربية، الجهاد في سبيل الله، الدروس المهمة لعامة الأمة.

فهو القدوة الحية في هذا العصر، من عرفه : وخالطه عرف عظمة الإسلام، وعرف الصلة القوية بالله، وعرف الصلاة على حقيقتها، والأخلاق العالية، والعلم المتمكن، والحرص على الوقت، والاجتهاد في العبادة، والحرص التام على الدعوة، وتشجيع الدعاة، والسؤال عنهم بل ورعايتهم، وتسيير الرواتب والمكافآت، وحبه للضعفاء والمساكين، وإخلاصه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخاصة والعامة، ونفع المسلمين بأي وسيلة من وسائل النفع، فالإمام الشيخ : صورة حقيقية حية في هذا العصر للخاص والعام، للعلماء وطلاب العلم، بل للناس كلهم، : رحمة واسعة.

تلكم نماذج للقدوات على مرّ التاريخ، وكتب السير حافلة بالنماذج التي لا حصر لها، فلتكن تلك الصور وغيرها منارات للمستقيمين من أبناء وبنات المسلمين في مسيرتهم في هذه الحياة ليقتدوا بهم، وليتشبهوا بفعالهم، وليتأسوا بصفاتهم.

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح



بحث عن بحث