أمثلة حية للاستقامة (6-11)

5-الإمام محمد بن عبد الوهاب ::

هو الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب : حفظ القرآن قبل بلوغه السنة العاشرة، ذلك الشغوف بالدراسة، الطموح إلى التحصيل العلمي، الذي استفاد منه أبوه فوائد كثيرة قبل بلوغه، والذي لم يسلك سلوك الأطفال الآخرين من اللهو والعبث، حج بيت الله بعد بلوغه الحلم مباشرة؛ لأنه ركن من أركان الإسلام، درس الشيخ في الحجاز والبصرة والعراق على عدة شيوخ، وقرأ في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية : وتربى تربية جادة على محاربة للبدع والتعصب المذهبي، وكان لها انتشار واسع في جميع بلدان المسلمين، وباشر الشيخ إزالة البدع والمنكرات بنفسه، حيث قام بهدم قبة زيد بن الخطاب، كما أنه : حاول إقناع الأمراء والعلماء بأن الدعوة إلى إحياء السنة، وقمع البدع، والتركيز عليها من أهم متطلبات الدعوة في هذا الوقت، فسانده من سانده، وخذله من خذله، وعاداه المشركون والمبتدعون، ولما أراد الله تعالى له نصرة الدعوة تحالف مع الإمام محمد بن سعود : ليتمكن في دعوته من محاربة البدع بحماية ذوي السلطة، ولا شك أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والشيخ : بجانب ما يقوم به من الدعوة إلى التوحيد بالدروس والمواعظ، وتأليف الكتب، كان يراسل العلماء ورؤساء البلدان والقبائل المختلفة لينضموا إليه في الدعوة إلى التوحيد، ومحاربة البدع والشركيات، وبذلك قد استخدم جميع الوسائل المتاحة آنذاك للدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع. وله من الكتب: كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، ومسائل الجاهلية، وآداب المشي إلى الصلاة... وغيرها من الكتب المهمة في العقيدة والفقه والتفسير.

- وأهم ما دعا الناس إليه هو عقيدة التوحيد، والتحذير من أمور الشرك؛ لأن التوحيد دين الأنبياء والمرسلين والسلف الصالحين، وكان من ثمرات إخلاصه في الدعوة إلى الله والجهد المسلسل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كسب قلوب الناس، وإقامة الدين في هذه البلاد المباركة، ولازالت آثاره قائمة في كثير من البلدان، ولن تزال -بإذن الله تعالى- فليدرس الدعاة هذا المنهج ليقتدوا به.



بحث عن بحث