القاعدة العاشرة: الاهتمام الخاص بالمرأة (1-3)

ومن ضمن القواعد التربوية التي انتهجها النبي ﷺ الاهتمام الخاص بالمرأة في المجالات المختلفة، والمرأة هنا تعني الأم والأخت والزوجة والبنت، وقد كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع جميع هذه الأصناف بالحب والرفق والتعاون وغيره، ومن أهم صور هذا التعامل التربوي ما يلي:

 

أولاً: المرأة الأم:

حيث وصّى بها النبي ﷺ، بالبرّ والإحسان إليها في أحاديث كثيرة، فقد سئل النبي ﷺ أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله»(1).

كما حذّر عليه الصلاة والسلام من عقوقها أو الإساءة إليها، فعن أنس رضي الله عنه  قال سئل النبي ﷺ عن الكبائر قال: «الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور»(2).

ويقول رسول الله ﷺ: «ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى»(3).

 

ثانيًا: المرأة الزوجة:

وهي التي اقترنت حياتها بحياة زوجها، فأصبحت لها حقوقًا وواجبات إزاء هذه العلاقة بينهما، وقد أقرّ النبي ﷺ للزوجة حقوقًا كثيرة، العاطفية والإنسانية والمالية، وغيرها. وقد أوصى النبي ﷺ بالزوجة خيرًا في أحاديث كثيرة، فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا»(4). وقال أيضًا: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(5).

 

ثالثًا: المرأة هي البنت:

وكان عليه الصلاة والسلام يراعي حقوق البنات، وما تتطلبه من حب وحنان وتقدير، ولا ينقص من شأنهن عن الرجال، بل إنه عليه الصلاة والسلام بشّر أولياء أمور البنات بالأجر العظيم يوم القيامة إذا أحسنوا إليهن، فقال: «لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة»(6).

وقال عليه الصلاة والسلام: «من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة، قيل يا رسول الله فإن كانت اثنتين قال وإن كانت اثنتين»(7).

وقد تجلّى مراعاة النبي ﷺ للبنات في واقعه العملي، حيث كان يقدّر فاطمة رضي الله عنها ويكنّ لها الحب والعاطفة، وتصف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التعامل الحاني بين النبي ﷺ وبين فاطمة، فتقول:  «ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله ﷺ قالت وكانت إذا دخلت على النبي ﷺ قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي ﷺ إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها فلما مرض النبي ﷺ دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء فلما توفي النبي ﷺ قلت لها أرأيت حين أكببت على النبي ﷺ فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ما حملك على ذلك قالت إني إذا لبذرة أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت»(8).

 

رابعًا: المرأة الأخت:

والأخت هي شقيقة الرجل، تشاركه الحياة منذ طفولته وقد أقرّ لها الإسلام حقوقها الإنسانية والمالية والثقافية، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن النساء شقائق الرجال»(9).

ومصداقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (1: 538، رقم 527)

(2) أخرجه البخاري (2: 939، رقم 2510)

(3) سنن النسائي (5: 80 ، رقم 2562)

(4) صحيح البخاري (5: 1987 رقم 4890)

(5) سبق تخريجه

(6) أخرجه الترمذي (4: 320 رقم 1916)

(7) رواه أحمد في باقي مسند المكثرين (22: 150 رقم 14247)

(8) أخرجه الترمذي(5: 700 رقم ، رقم3872)

(9) أخرجه أبو داود (1: 95 رقم 236)

(10) [الحجرات: 13]



بحث عن بحث