من أسباب الأمراض النفسية

حقيقة المرض:

المرض قدر من الله تعالى يبتلي به بعض عباده، وهي سنة كونية تجري على الناس جميعًا، منذ أن خلق الله الخليقة، فلا يوجد إنسان إلا ويُبتلى بهذا الابتلاء، ما بين شدة وخفة، فقد ابتلي به الأنبياء والرسل والصالحون، فهذا نبي الله أيوب عليه السلام يقعده المرض عن الحركة سنوات طويلة إلى أن شفاه الله تعالى وعافاه بعد صبر وشكر ودعاء وذكر، يقول تبارك وتعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}(1). وقال عنه تبارك وتعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}(2).

وكذلك فإن النبي ﷺ مرض في حياته وقبل وفاته، وتسمم بالطعام، كما أصابه السحر عليه الصلاة والسلام.

ولا أحد يملك الشفاء غير الله تعالى الذي خلق المرض ونزّله بين الناس، سواء كان هذا المرض نفسيًا أو عضويًا، يقول تبارك وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الأنبياء:: 83-84]

(2) [ص: 44]

(3) [الشعراء: 80]



بحث عن بحث