ادعوني استجب لكم

الدعاء: صورة من صور الذكر القولي، ومن أهم معالم الشخصية السوية، كما هو أهم عوامل مجد الحياة، وعلاج عقباتها، نفتتح الكلام عنه بما رواه الترمذي رحمه الله:

حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا يزيد بن هارون عن عبدالرحمن بن أبي بكر القرشي عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا يعني أحبَّ إليه من أن يُسأل العافية» وقال رسول الله ﷺ: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء«(1).

مفهوم الدعاء:

في اللغة: دَعا بالشيء دعْوًا، ودَعْوَةً، ودُعاءً، ودَعْوى: طلب إحضاره. ويقال: دعا بالكتاب. والشيءُ إلى كذا: احتاج إليه. ويقال دعا: الله رجا منه الخير، ولفلان: طلب الخير له. ودعا على فلان: طلب له الشرّ. فالدعاء: ما يُدْعى به الله من القول (ج) أدعية(2).

في الاصطلاح: يعني الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه ومناداته لجلب النفع والخير، ودفع الشر والأذى.

المعاني الواردة للدعاء في كتاب الله:

1-العبادة، كما في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(3). وقوله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(4).

2-الاستغاثة، كما في قوله تعالى:{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(5).

3-التنزيه والتعظيم، كما في قوله تعالى:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(6).

4-النداء، كما في قوله تعالى:{قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ}(7).

5-القول، كما في قوله تعالى:{يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ۚ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ}(8).

6-التمني، كما في قوله تعالى:{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}(9).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الترمذي (ص808-809، رقم 3548) كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي ﷺ. وأحمد (5/234، رقم 22097). والحاكم (1/669، رقم 1813). قال الحاكم: صحيح الإسناد.

(2) المعجم الوسيط، مادة (دَعَا)، 1/ 286-287.

(3) [الأعراف: 194]

(4) [غافر: 60]

(5) [ البقرة: 23]

(6) [ يونس: 10]

(7) [ الأعراف: 195]

(8) [ الحج: 13]

(9) [ فصلت:31]



بحث عن بحث