آثار الإنفاق على النفس والمجتمع

أولاً- الإنفاق سبب لدخول الجنة والنجاة من النار:

إن المنفق والمتصدق حين يعطف على إخوانه ويمد إليهم يد العون بالمال، فيشتري لهم، ويطعمهم، ويكسوهم، ويداوي مرضاهم، ويسدد ديونهم، إنما هي أعمال صالحة ثابتة تسجل له، وتصبح سببًا لدخول الجنة، قال تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ}(1)، والإنفاق الخالص

لله تعالى حجاب لصاحبه من النار، فرُبَّ صدقة صغيرة في الدنيا تكون سببًا لدفع العذاب، كما يقول عليه الصلاة والسلام: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار«(2).

لذا حرص النبي ﷺ على هذا العمل الصالح وحث الأمة عليه، ولم يحدد له حجمًا أو نصابًا، وإنما جعل الأمر مفتوحًا ليشارك فيه معظم الناس، حتى وإن كان شق تمرة، قال عليه الصلاة والسلام: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ«(3).

ثانيًا – الإنفاق يضاعف الأجر ويزيد الحسنات:

يضاعف الله للمنفق في سبيله جل وعلا الأجر ويزيد من حسناته ما يشاء، لقوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(4).

ويقول عليه الصلاة والسلام: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل«(5).

ثالثًا- الإنفاق يطهر النفس:

كما أن الإنفاق يطهر المال ويزكيه، فإنه في الوقت نفسه يطهر النفس وتغسلها من الأمراض الكثيرة، كالحسد والشح والأنانية وغيرها، فحين يخرج المنفق من ماله حق المساكين والمحتاجين فإنه يتحرر بهذا العمل من حبّ المال وسطوته في النفس، وبذلك تتطهر النفس وتعلو فوق المال والدنيا، يقول الله تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(6).

كما تتطهر في الطرف الآخر نفس المنفق عليه، ويتحرر من أغلال الحقد والضغينة حين يرى أخاه المنفق يمدّه بالعون والمساعدة، ويحل مشكلاته المادية وأزماته الاقتصادية، لأن القلوب مجبولة على حب من تحسن إليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الليل: 5-7]

(2) أخرجه البخاري (ص232، رقم 1435) كتاب الزكاة، باب الصدقة تكفر الخطيئة.

(3) سبق تخريجه.

(4) [البقرة: 261]

(5) أخرجه البخاري (ص227، رقم 1410) كتاب الزكاة، باب الصدقة من كسب طيب. ومسلم (ص408، رقم 1014) كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب.

(6) [التوبة: 103]



بحث عن بحث