الحديث السابع ( قال الله عزوجل : كل عمل بن آدم له......... )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عزوجل : كل عمل بن آدم له إلا الصيام ؛ فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) رواه البخاري و مسلم .

غريب الحديث :

جنة : أي وقاية وسترة .

فلا يرفث : َالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْفُحْشُ مِنْ الْقَوْلِ .

فلا يصخب : الصخب الخصام والصياح .

لخلوف : الخلوف : مَا يَخْلُفُ بَعْدَ الطَّعَامِ فِي الْفَمِ مِنْ رِيحٍ كَرِيهَةٍ لِخَلَاءِ الْمَعِدَةِ مِنْ الطَّعَامِ .

اضاءات الحديث :

 1. قال أهل العلم : وَإِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنْ النَّارِ ؛ لِأَنَّهُ إمْسَاكٌ عَنْ الشَّهَوَاتِ وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) .

2. قال الامام النووي : قال العلماء : أما فرحته عند لقاء ربه فبما يراه من جزائه , وتذكر نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه لذلك , وأما عند فطره فسببها تمام عبادته وسلامتها من المفسدات , وما يرجوه من ثوابها .

3. َرَجَّحَه الامام  النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ أَنَّهُ يَقُولُ – إني أمرؤ صائم - بِلِسَانِهِ وَيُسْمِعَهُ صَاحِبَهُ لِيَزْجُرَهُ عَنْ نَفْسِهِ وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ .

اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى كَرَاهَةِ السِّوَاكِ لِلصَّائِمِ بَعْدَ الزَّوَالِ لِمَا فِيهِ مِنْ إزَالَةِ الْخُلُوفِ الْمَشْهُودِ لَهُ بِأَنَّهُ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مَبْدَأُ الْخُلُوفِ النَّاشِئِ مِنْ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ والصحيح الذي عليه أكثر العلم جوازه وسنيته في الصباح أو في المساء .



بحث عن بحث