القاعدة الأولى

الإخلاص

مدخل: (صلاح العمل مرتبط بصلاح القلب، وصلاح القلب مرتبط بصلاح النية، فاطلب النية قبل العمل).

فالعمل الذي لا يصحبه الإخلاص صورة بلا حياة، وجثة بلا روح، والله تعالى إنما يريد من الأعمال حقائقها لا رسومها وصورها، وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

وليس تشديد الإسلام في طلب الإخلاص، وتأكيده على تجريد النية لله، وتصحيح الاتجاه إليه وحده ضربًا من التشديد أو العبث؛ فإن الحياة نفسها لا تستقيم ولا ترقى إلَّا بالمخلصين، وأكثر ما يصيب الأمم والجماعات من النكبات والكوارث القاصمة إنما يجره عليها أناس لا يرجون الله والدار الآخرة.

إن الإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين: وجه لله، ووجه لشركائه، ولا أن تنقسم حياته إلى شطرين: شطر لله وشطر لغيره، فالإسلام يرفض الثنائية المقيتة، والازدواجية البغيضة، التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم، فتجد الرجل مسلمًا في المسجد أو في شهر رمضان، ثم هو في حياته، أو في معاملاته، أو في مواقفه إنسان آخر.

إن الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم، ويجعلها كلها لله، فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين.

وإذا كان (الإخلاص) يمثل هذه الحقيقة العميقة، ويترتب عليه نجاح الإنسان في حياته الدنيوية ومنها العلمية الدعوية، وحياته الأخروية، فنقف معه بشيء من البسط في الكلمات الآتية:



بحث عن بحث