تربية الأولاد تربية إسلامية

6- تربية الأولاد تربية إسلامية صحيحة مما يزيد في عمر المسلم المعنوي، وذلك أن الأولاد هم أهم كسب الوالدين، وهم الذين سينفعون الأبوين عند كبر سنهما، بل ينفعونهما بعد موتهما إذا أحسنا تربيتهم، وعلّماهم العلم النافع، وربّياهم على الأخلاق  الفاضلة، فإنهم سوف يدعون لهما بقولهم: ﴿ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]، وهذه منفعة أي منفعة! منفعة لا تساويها الدنيا بحذافيرها، كما أن دعوة الأولاد في حق الوالدين بعد وفاتهما من الأعمال التي لا تنقطع، ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ» قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال النووي  في شرح الحديث: قَالَ الْعُلَمَاء رحمه الله مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ عَمَل الْمَيِّت يَنْقَطِع بِمَوْتِهِ, وَيَنْقَطِع تَجَدُّد الْجَوَاب لَهُ, إِلا فِي هَذِهِ الأَشْيَاء الثَّلاثَة; لِكَوْنِهِ كَانَ سَبَبهَا; فَإِنَّ الْوَلَد مِنْ كَسْبه, وَكَذَلِكَ الْعِلْم الَّذِي خَلَّفَهُ مِنْ تَعْلِيم أَوْ تَصْنِيف, وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة الْجَارِيَة, وَهِيَ الْوَقْف. وَفِيهِ فَضِيلَة الزَّوَاج لِرَجَاءِ وَلَد صَالِح , وَقَدْ سَبَقَ بَيَان اِخْتِلَاف أَحْوَال النَّاس فِيهِ, وَأَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَاب النِّكَاح. وَفِيهِ دَلِيل لِصِحَّةِ أَصْل الْوَقْف, وَعَظِيم ثَوَابه, وَبَيَان فَضِيلَة الْعِلْم, وَالْحَثّ عَلَى الاسْتِكْثَار مِنْهُ. وَالتَّرْغِيب فِي تَوْرِيثه بِالتَّعْلِيمِ وَالتَّصْنِيف وَالْإِيضَاح, وَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَار مِنْ الْعُلُوم الأَنْفَع فَالأَنْفَع. وَفِيهِ أَنَّ الدُّعَاء يَصِل ثَوَابه إِلَى الْمَيِّت, وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة, وَهُمَا مُجْمَع عَلَيْهِمَا,...



بحث عن بحث