r   رابعًا: صور من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:

لم ينقطع النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء أبدًا، فكان ديدنه في جميع الظروف والأحوال، في السرّاء والضرّاء، وفي الصحة والمرض، وكان يعلّم أهل بيته والصحابة رضوان الله عليهم جميعًا الأدعية في المجالات المختلفة ويحثهم عليها، وفيما يلي صور من تلك الأدعية:

1 – دعاؤه عليه الصلاة والسلام الذي يشمل خيري الدنيا والآخرة، كما في حديث أنس رضي الله عنه حيث قال: أكثر ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».

2 – دعاؤه عليه الصلاة والسلام عند لقاء الأعداء، كما حدث في يوم بدر، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه «اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض» فما زال يهتف بربه مادًا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبوبكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كذلك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ فأمده الله بالملائكة».

4 – دعاؤه عليه الصلاة والسلام قبل النوم، كما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا فقال: «إذا أردت مضجعك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة».

5 – دعاؤه عليه الصلاة والسلام في الاستخارة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.قال ويسمي حاجته».

6 – دعاؤه عليه الصلاة والسلام عند الخروج من البيت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال: «يعني إذا خرج من بيته، بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان» .

وغير ذلك من الأدعية الكثيرة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حياته الدعوية والتربوية.

ويجب على الدعاة والمربين أن يكون الدعاء ديدنهم، في حلهم وترحالهم، داخل حقول التربية والدعوة وخارجها، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى يكلل الله تعالى الجهود بالنجاح ويحقق الأهداف والغايات المنشودة.



بحث عن بحث