القاعدة السادسة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد

مع إشراقة كل يوم جديد ثمة مجموعة من الأعمال المطلوب إنجازها لهذا اليوم، وإن تأخيرها إنما يكون على حساب أعمال الأيام القادمة، لذا؛ فإن الإدارة الناجحة تحث على الإنجاز اليومي أو الأسبوعي أو الشهري، وتمنع تأجيلها إلى غيرها من الأوقات.

ومن أجل الحفاظ على سلامة الإدارة في هذا الجانب؛ لابد من معرفة بعض الحقائق المساعدة والمهمة:

1 ـ  أن الإنسان يجهل ما ينتظره في المستقبل، فهو لا يأمن ما يحمله الغد له من مفاجآت وعوائق تمنع من إتمام الأعمال الموكلة إليه، أو ردّ الحقوق إلى أصحابها، أو ربما يباغت بالموت قبل أن يصل إلى غده، وصدق الشاعر القائل:

تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري
فكم من سليم مات من غير علة
وكم من فتى يُمسي ويُصبحُ آمنًا

  إذا جنّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ
وكم من سقيم عاش حينًا من الدهرِ
وقد نُسِجَتْ أكفانه وهو لا يدري

2 ـ الحاضر بيد الإنسان، يستطيع أن ينجز فيه ما شاء من الأعمال والمشاريع، والمستقبل بعيد عنه في علم الغيب، فالعاقل من استغل حاضره لبناء مستقبله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».

وقال الحسن البصري رحمه الله: «إياك والتسويف، فإنك بيومك، ولست بغدك، فإن يكن غد لك، فكن في غد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم».

3 ـ إن تأجيل الأعمال إلى الأيام أو الشهور القادمة تزيدها عناء وتعقيدًا، لأن آليات التعامل مع هذه الأعمال تتغير من وقت إلى آخر، فما كان مستخدمًا البارحة أو قبل أسبوع مثلًا ربما لا يتناسب مع الجديد من الأدوات والتقنيات بعد أيام أو أسابيع.

4 ـ إن إنجاز الأعمال في أوقاتها المحددة يفتح أبواب الإبداع والابتكار في المجتمع على جميع المستويات، لأن العمل ينتقل من مرحلة إلى أخرى بالتدريج، وبصورة تتناسب مع حركة التطور، أما تأجيل الأعمال وتأخيرها عن موعد إنجازها فيؤدي إلى الفشل وعدم القدرة على المتابعة والإنجاز، وبالتالي يتوقف التطور والبناء في المجتمع، ويتعطب الإبداع والجودة في الإنتاج.

5 ـ إنجاز الأعمال يدخل في نفس صاحبه الطمأنينة والسكينة، مما يجعله قادرًا على العطاء والإنتاج في المراحل القادمة بصورة أكبر، بعكس المتسوف الذي يتكاسل في الأداء، ويتسوّف في الأعمال الموكلة إليه، والذي يعقبه الندم في وقت لا يفيد فيه الندم والحسرة.

عليه، فإن من أهم قواعد إدارة الحياة، أداء كل عمل في وقته وعدم تأجيله إلى وقت آخر، لئلا يزاحم غيره، فإن لكل وقت عمله، فإذا أدرك الإنسان ذلك استطاع أن ينجز أعماله ومشاريعه بنجاح، ويستثمر حياته استثمارًا ينال قطافها في الدنيا والآخرة.



بحث عن بحث