الخطبة الثانية

  الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إمام المتقين وخاتم المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد : أيها المسلمون!

   ومن أسباب زيادة الرزق في الدنيا: المتابعة بين الحج والعمرة، روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تابعوا بين الحج والعمرة- وفي رواية: أديموا الحج والعمرة–فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة".

   ومن أعظم الأسباب: التوكل على الله حق التوكل، وذلك بأن يعتمد القلب على الله وحده، روى الإمام أحمد والترمذي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً "  .

أيها المسلمون!

   وكثير من الناس اليوم، خصوصاً أصحاب الثراء والثروات، يقعون في مخالفات شرعية بسبب فتنة المال، كالربا والقمار وسائر المعاملات المحرمة والمشتبهات، وظلم الناس في المعاملات، وأشد من ذلك منع الزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام.

   وللأسف فإن بعض من يقع في ذلك يعلم يقيناً أنه واقع في الإثم، لكن حب المال والخوف من الفقر يجعله يتمسك بالحرام، وزيادة الحرص والطمع تطغى على تفكيره، فتصده عن تقوى الله ؛ فيقع في الكبر والحرام وظلم الناس. وقد يعاقبه الله سبحانه بسلب هذا المال من بين عشية وضحاها إذا تمادى في ذلك.

أيها المسلمون!

  على المسلم أن يعي هذه الأسباب والعمل بها، وبخاصة من الشباب لينطلقوا في حياتهم على هدى وبصيرة، بجد ونشاط لاكتساب المال من الحلال، وترك الكسل والتواني، والبعد عن المعاملات المحرمة؛ فهم عماد الأمة وأملها المشرق.

   وعلى رعاة البيوت القيام بمسؤوليتهم في غرس هذا الوعي الرشيد ؛ (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). 

وفق الله الجميع لسلوك سبل مرضاته، ثم صلوا وسلموا على رسول الله كما أمركم الله جل وعلا في كتابه فقال سبحانه: (إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).



بحث عن بحث