9- مظاهر اليسر في تكفير الذنوب:

إن من رحمة الله تعالى وفضله وتيسيره على هذه الأمة أن جعل مكفرات للذنوب، ومنها:

1- التوبة، وجعلها سبحانه أول المكفرات ليقلع العبد عن الذنوب، والنصوص في ذلك كثيرة جداً أكثر من أن تحصر ومنها:

- ما روى النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : (لله أفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم سقط عن بعيره وقد أضله في أرض فلاة، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح).

- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

- وقوله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة).

والنصوص القرآنية عاضدة لهذا المعنى وهي كذلك كثيرة منها: قوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١].

وقوله سبحانه: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: ٣٩].

2-ما يقوم به من العبادات:

فما يقوم به الإنسان من عبادات جعلها الله سبحانه وتعالى مكفرة للذنوب، وتكاد تشتمل جميع أنواع العبادات من طهارة وصلاة وصيام وصدقات وحج وجهاد ونحوها، وقد دل على ذلك جملة من الأحاديث:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها ما لم ترتكب الكبائر).

- وعنه طأنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تطهّر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله يقضي فريضة من فرائض الله كان خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة).

- وعن أبي قتادة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية).

- وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).

- وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).

3- ما يصيب المسلم من المصائب والمحن والابتلاءات، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة منها:

- ما رواه أبو هريرة وأبو سعيد الخدري م أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته).

- وحديث: (ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).

- وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها)، وغير هذه الأحاديث كثير.



بحث عن بحث