الخاتمة

ولا شك أن الاستشراق مدرسة خطيرة من مدارس الاستعمار وحركات التنصير، فهو يشكل معهما مثلثًا خطيرًا يهدد العالم الإسلامي في عقيدته وأخلاقه واقتصاده ومجتمعه، وهذا يستدعي من الأمة الانتباه والصحوة، وأن تعد العدة في كل لحظة لمواجهة أي عدوان فكري مرتقب، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والمعرفة، والاطلاع على ثقافة العدو وكشف زيفها أمام العالم، وهتك الستار الكاذب الذي يتزين به. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأصلي وأسلم على خير البريات، وعلى آله وأصحابه وزوجاته الطاهرات، والتابعين لهم بإحسان ما دامت الأرض والسموات، وبعد؛ فقد كانت تلك دراسة موجزة عن الاستشراق وموقفه من السنة النبوية، مع بيان لتاريخ نشأته وتطوره، وذكر لبعض أهدافه، ولم تبحث هذه الدراسة إلا في جوانب محددة من شبهات هؤلاء القوم، لأن كتاباتهم ومجلاتهم وندواتهم كثيرة لا يتسع لها هذا المقام، فدراساتهم لم تتوقف عند حد معين من النقد والقدح، وإنما يشككون في كل شيء من هذا الدين، ودراسة الاستشراق والمستشرقين وموقفهم من السنة وحدها تحتاج إلى تصنيف طويل وموسوعة مطولة، إلا أننا اكتفينا بذكر بعض أقوالهم ومناقشتها في ضوء الأدلة القطعية والحقائق التاريخية.

ولا بد من إرشاد أبناء الأمة من الطلبة والجامعيين والعاملين في كل المؤسسات العلمية والثقافية إلى حقيقة دعاوى هؤلاء القوم، وتوضيح أهدافهم في المنطقة الإسلامية، والجهات التي تدعمهم حتى يكونوا على حذر تام من تلوثهم الفكري وشبهاتهم الباطلة.

وبعد: فأود هنا أن أوصي بما يلي:

1 – أن تحرص الجامعات في البلاد الإسلامية وبخاصة في أقسام السنة النبوية على تجلية هذه المذاهب ودراسة الشبه ودحضها.

2 – أن يقوم المختصون في السنة النبوية بدراسة هذه الأفكار دراسات منهجية ومتتابعة.

3 – أن تحرص المراكز العلمية على ترجمة ما يذكره المستشرقون قديمًا وحديثًا والتنبه له مبكرًا.

4– أن ينبرى المختصون لربط الشبه الموجهة إلى السنة النبوية مهما كان مصدرها، وحصرها.

5 – أن يقوم المختصون بمتابعة ما يجد في تخصصاتهم حول السنة النبوية ونشرها والدفاع عنها بمختلف الوسائل الممكنة.

6 – مواصلة هذه الندوة كل سنتين وحصرها في موضوع واحد ليتم تفصيله.

7 – أوصي هذه الندوة المباركة بتكليف لجنة من المختصين بمواصلة دراسة هذا الأمر ليكون نواة لمركز موسع متخصص لدراسة الاستشراق والمستشرقين.

والله الموفق.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



بحث عن بحث