الوقفة السادسة: موقف المرأة الصالحة مع زوجها الداعية

فالمسابقة إلى الخير والتنافس في أمر الخير مطلوب من كل مسلم ومسلمة، ليس لها أن تقول: القوامة للرجال وليس لنا إلا الطاعة، فهي حجة واهية، بل الذي نراه هو أن المرأة إذا كانت تصرفاتها حسنة تجاه الزوج والأولاد، وكانت حقًّا ممن «إذا رآها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته»، أن أمر البيت حينها ولا شك بيد المرأة، فهنا يجب عليها أن تأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن إدخال أي شيء من المحظورات من قبل الشرع، وتدعوهم إلى الخير، ففي مثل هذه الأمور الطيبة تكون المسابقة بين المعارف من النساء، وليس في الملابس والحلي، ولا في المطعم والمشرب، ولا في السيارات والفلل، ونحوها من زخارف الدنيا.

فالمرأة الصالحة تطيع زوجها إذا أمر، وتسره إذا نظر، وتحفظه إذا غاب، وتعينه على إيمانه وطاعة ربه، وتساعده على القيام بحقوقه، وتكون خير معين على تربية أبنائه.

فعلى الإنسان ألا يختار حين زواجه إلا المرأة الصالحة الصادقة التي تتمسك بشرع الله سبحانه وتعالى، وتتخلق بالأخلاق الفاضلة، وكذا على الرجل ألا يختار لابنته أو أخته إلا رجلًا صالحًا، فلا يزوج للمال، أو للمنصب، أو للجاه، أو للترف، وإنما يزوج بشرطين: الدين والخلق. المتمثل في الأمانة، ونجد كثيرًا من مشكلات اليوم لا تحصل إلا عندما يكون الزوجان غير صالحين؛ فالمشكلات الزوجية، ومشكلات الأبناء، ومشكلات البنات، ومشكلات المسكرات.. كل ذلك نتاج سوء التربية، وعدم اختيار زوج موفق.

وخلاصة الأمر: أن خديجة رضي الله عنها وضعت بهذا الموقف منهجًا عظيمًا في تعامل المرأة الصالحة مع زوجها تأمينًا وسكنًا، وعونًا وثناءً، وتهدئة وطمأنينة، فأين من نسائنا من تبحث بناظريها وتيمم شطرها نحو الغرب والشرق لتقتدي بتلك المنحرفات عن منهج الله تعالى؟!

إن هذا الموقف من خديجة ل منارة هدى لنسائنا المؤمنات الصادقات بأن يعاملن أزواجهن بمثل ما عاملت به خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهم معالم ذلك ما سبق ذكره في الفقرات السابقة.



بحث عن بحث