4-مظاهر اليسر في الصيام:

يتجلى ذلك:

1- تقريره من حيث المبدأ وما في ذلك من الحكمة العظيمة على نفس الإنسان وعلاقته بخالقه، وما فيه من فوائد لجسده، وشعوره وإحساسه بالآخرين ففي حديث  أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يجهل وإن امرؤ قاتله ، أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها).

2- في وقته، ففرض في شهر رمضان فقط، وهو شهر في السنة، فنسبته أقل من العشر في وقت ابتداءه وانتهاءه فهو يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

عن الشعبي عن عدى بن حاتم قال لما نزلت هذه الآية {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}. قال أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي فنظرت فلم أتبين فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم  فضحك فقال: «إن وسادك لعريض طويل إنما هو الليل والنهار». قال عثمان ( إنما هو سواد الليل وبياض النهار).

وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن الوصال. فعن عبد الله رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم  واصل فواصل الناس فشق عليهم فنهاهم قالوا إنك تواصل قال: (لست كهيئتكم إني أظل أطعم وأسقى).

وقد قال تعالى في الصيام بعد بيان شيء من أحكامه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، مما يبين أن المقصود من شرعية الصيام تهذيب النفس والوصول بها إلى مراقي التقوى وليس العسر والمشقة بالإمساك عن الطعام والشراب.



بحث عن بحث