6- مظاهر اليسر في الدعوة إلى الله تعالى:

إن الدعوة إلى الله تعالى قائمة على اليسر والسماحة والرفق بالمدعو والقول اللين والتعامل الحسن، ويظهر ذلك من خلال ما يلي:

1- من خلال تقرير مبدأ الدعوة ففيها حب للآخرين سواء كانت الدعوة من الكفر إلى الإسلام، أو من المعصية إلى الطاعة.

2- ومن خلال أيضاً أساليبها ووسائلها، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول الحسن وعدم الشدة في ذلك قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159]، ولقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن منها:

- حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه  في بعثه إلى اليمن.

- حديث أبي هريرة رضي الله عنه  في بول الأعرابي قال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).

- حديث معاذ في الصلاة وقول النبي صلى الله عليه وسلم  له: (أفتان أنت يا معاذ)؟.

وهذه الأحاديث وغيرها تعضدها النصوص القرآنية في هذا المعنى، كقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿33 وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: ٣٣ - ٣٤].

وقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]، وقوله سبحانه لنبيه موسى وهارون –عليهما السلام- في مخاطبتهما لفرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].



بحث عن بحث