من جوانب الرخص والتخفيف:

1- ما خفف عن هذه الأمة مما كلفت به بعض الأمم السابقة في شرائعها، قال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: ١٥٧]، وقال تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}[البقرة: 286].

وهناك بعض نماذج من الأحكام التي جاءت في الأسفار القديمة تبين الأغلال والآصار التي كانت عليهم منها: من شتم أباه وأمه يُقتل قتلاً، كل من مس حائضاً يكون نجساً إلى المساء، وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجساً، وكل ما تجلس عليه يكون نجساً.

ومنها كذلك ما ذكره بعض العلماء: قطع الأعضاء الخاطئة، وإحراق الغنائم، وأداء ربع المال في الزكاة، وقتل النفس علامة التوبة، وعدم التطهير بالتيمم، وحرمة الجماع في أيام الصوم بعد العتمة والنوم.

2-التخفيف للحاجة:

 ومن أمثلة التخفيف للحاجة: إباحة النظر إلى الأجنبية للخطبة والعلاج والشهادة، ومثله النظر إلى العورة من أجل العلاج، قال صلى الله عليه وسلم  لمريد الزواج: (أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما).

ومنها: اتخاذ الكلب للصيد والحراسة ففي الحديث: (من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو زرع أو صيد انتقص من أجره كل يوم قيراط).

ومنها: الرخصة للرجال في لبس الحرير للجرب والحكة كما رخص الرسول صلى الله عليه وسلم  للزبير وعبد الرحمن بن عوف م.

3-السفر:

فهو من جوانب وأسباب التخفيف في الشريعة الإسلامية ولا سيما في مجال العبادات، ونصوص الشريعة في ذلك واضحة ظاهرة.

ومن أمثلة رخصه: جواز المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليها، وقصر الصلاة الرباعية المفروضة، والجمع عند أكثر الفقهاء بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً والفطر في رمضان.

4-المرض:

وهو كذلك من أسباب التخفيف في الشريعة الإسلامية،ومن أمثلة التخفيف من أجل المرض:

- إقامة الصلاة فيأتي المريض بما هو قادر عليه من القيام أو القعود أو الاضطجاع على جنب أو على ظهره، كذلك يجوز للمريض التخلف عن صلاة الجمعة والجماعة مع حصوله على الفضيلة والثواب، وصحة الجمع له على قول جمهور الفقهاء لحديث ابن عباس رضي الله عنه : (جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف أو مطر).

5- الحيض والنفاس:

عذران، طبيعيان في المرأة كما قال عليه الصلاة والسلام: (هذا شيء كتبه الله على بنات آدم)، وجعل الشارع لهما أحكاما مخففة لما يصيب المرأة من التعب والإجهاد منها، ومن أمثلة ذلك: سقوط بعض التكاليف والعبادات مثل: الصلاة، والصوم، وقراءة القرآن، والطواف.

6-الخطأ والنسيان والاستكراه:

وهذه من الأعذار الشرعية في مجال الحقوق التي بين العبد وربه، قال تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286]، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

7-الجهل:

كذلك جعله الشارع من أسباب التخفيف والتيسير على العباد سواء في مجال الأحكام الشرعية أو أحوال الناس ووقائعهم، والكلام عن الجهل يطول –ليس

هذا مجال تفصيله- فهناك جهل يصح أن يكون عذراً، وجهل لا يصح وفرق العلماء بينهم، وجعلوا من شروط التكليف بأمر من الأمور من قبل الشارع

علم المكلف بطلب الشارع للفعل في الواقع، وبسّط هذا في كتب العقيدة والأصول.



بحث عن بحث