آثار الابتعاد عن منهج التيسير

لا شك أن الخروج عن المنهج الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لخلقه له آثار سلبية على الفرد نفسه وعلى المجتمع والأمة، لأن الله جل وعلا الذي خلق الناس وأوجدهم في هذه الحياة فهو أعلم بحالهم وما يصلح شؤونهم.

والتيسير منهج ارتضاه الله جل وعلا لهذه الأمة، ودلت عليه نصوص الكتاب والسنة، كما سبق في ثنايا هذا البحث.

وهنا أذكر بعض الآثار السلبية الملتمسة من الخروج عن هذا المنهج القويم، ومنها:

1- الفهم الخاطئ للشريعة:

بنيت الشريعة الإسلامية على الأدلة من الكتاب والسنة، وهذه الأدلة دلت على منهج اليسر والسماحة في هذه الشريعة، فمن خالف هذه الأدلة فقد فهم الشريعة فهماً خاطئاً وعلى غير ما دلت عليه، وقد سبق معنا قوله صلى الله عليه وسلم : (إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)، ومن مفهوم هذا النص النبوي الكريم أن من يأخذ هذا الدين بعكس المنهج التيسيري فقد حاد عن الصواب، ومن ثم انحرف حكمه على كثير من المسائل.

2- الفهم الخاطئ لمقاصد الشريعة:

من أجلّ العلوم الشرعية علم المقاصد الذي يستعين به طالب العلم في تصوّر الأحكام وإيجاد قرائت لتمييز الحلال والحرام، وبه تفهم النصوص الشرعية وتفسر، وبه يفقه نشر هذا الدين والدعوة إليه، وبه يرجح بين الصواب والخطأ.

واليسر من المقاصد الشرعية، فإذا ما حاد المسلم عن هذا المنهج اختل عنده هذا الفهم، ولبست الشريعة ما ليس منها.

3- اختلاف التطبيق الشرعي لتعاليم الدين:

 ومما يبنى على ما سبق أن تطبيق الفرد لتعاليم الدين وتشريعاته ستختل، وسينحرف الفرد، أو المجتمع إما إلى الغلو أو إلى التقصير وكلاهما مسلكان سلبيان وغير سليمين.

4- التكلف والتنطع:

ومن الآثار السلبية ما يؤديه البعد عن منهج التيسير إلى التكلف والتعمق المنهي عنه كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  بقوله: (نهينا عن التكلف)، وهذا يؤدي إلى الغلو المنهي عنه، وهو منهج مذموم، ويوقع في أخطاء كثيرة.

5- عدم إطاقة العمل:

مما يبنى على الأثر الرابع أن يفرض الإنسان على نفسه فهماً معيناً لنصوص الشريعة، ومن ثم يترتب عليه أعمال أخرى وفي النهاية لا يستطيع المواصلة والاستمرار بهذا العمل، فينقطع عنه فيكون كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وهنا تأتي حكمة قوله صلى الله عليه وسلم : (مه عليكم بالعمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا).

6- رمي الإسلام بما ليس فيه:

مما يؤديه الخروج عن منهج التيسير إلى ما يراه الآخرون في الإسلام نفسه، فيظن أن تطبيق هذا الفرد هو الإسلام فيحمل الإسلام ما لا يحتمله، وهذه خطيئة متعدية، وهي خطيرة إذ أنه ليس خطأً على الفرد نفسه بل على الدين بأكمله.

ومن هنا جاءت أهمية القدوة الحسنة إذ أنها تنقل الصورة العملية عن ما يعتقده هذا القدوة من مبادئ وأخطار.

7- ومما يبنى على الأثر السادس ما يحصل من ردود فعل عكسية لدى بعض الناس الذين لا تقبل أفهامهم تطبيق هذا المغالي فيصلون إلى درجة من التساهل في تعاليم الشرع فيقعون في أخطاء متعددة بسبب ذاك الذي خرج عن منهج التيسير.



بحث عن بحث