من أخطاء التعامل مع الرقية (1-3)

إن كثيرًا من الرقاة والمقرئين يتبعون أثناء الرقية وسائل خاطئة وأساليب خارجة عن الضوابط الشرعية التي جاء بها الشرع من الكتاب والسنة، ومن أهم هذه الأخطاء:

أولاً: الاعتقاد أن القراءة وحدها هي الشافية:

وهو اعتقاد خاطئ يخالف التصور الشرعي الصحيح عن المرض وكيفية التعامل معه، فالمرض من الله والشفاء منه جل وعلا، والرقية سبب حث عليه النبي ﷺ، بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يرقي نفسه، والأمر الآخر أن الرقية نفسها هي قراءة القرآن أو الدعاء أو الذكر الذي فيه استشعار لعظمة الله تعالى وقدرته، وأنه القادر الوحيد على الشفاء.

كما أن هذا الاعتقاد يخالف حقيقة التوكل الصحيح الذي يعتمد على طلب العون من الله تعالى والأخذ بالأسباب.

ثانيًا: الحكم الجازم على حالة المريض:

من الأخطاء التي يقع فيها بعض الرقاة هو الحكم السريع على المريض وأن فيه مسًا أو عينًا، قبل أن يعرف أحواله وظروفه، مما يسبب أزمة في العلاج وبطئًا في الشفاء، لأن حالة المرض تختلف من إنسان لآخر، فالتشخيص الصحيح يعد أمرًا مهمًا في العلاج، والتشخيص الخاطئ سبب لوقوع الضحايا وتضاعف المرض.

ثالثًا: اللحن في القرآن:

إن من أهم الوسائل المتبعة في الرقية هو قراءة القرآن، مع بعض الأدعية والأذكار، وهنا لا بد من الإشارة إلى تجاوز وخطأ يقع فيه بعض القرّاء أثناء القراءة وهو اللحن في القرآن بصورة غير شرعية، وذلك من خلال مدّ المقصور أو قصر المدّ، أو إبدال حرف بحرف أثناء القراءة، كإبدال حرف الذال بالزاي أو الثاء بالسين، أو الخروج عن قواعد التجويد إلى ألوان من الغناء، حتى تتحول أحيانًا إلى طلاسم لا يفهمها أحد من الحضور من كثرة الإطالات والمدود والألحان، فكل ذلك من التجاوزات الشرعية المحرمة التي ينبغي على الرقاة والقراء ملاحظتها والانتباه إليها.



بحث عن بحث