آثار التفاؤل

للتفاؤل آثار عظيمة وكبيرة على حياة الإنسان من جوانبها المختلفة، النفسية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية وغيرها، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الآثار بما يلي:

1- التفاؤل يعطي الإنسان راحة نفسية دائمة وشعورًا بالاستقرار يجعله يتحرك في الحياة بخطوات مدروسة وناجحة.

2- يعطي التفاؤل للإنسان الثقة بالنفس كما يمنحه الهمة العالية ويفتح أمامه آفاقًا واسعة، وبالتالي تكون سبل النجاح أمامه مذللة وميسرة.

3- التفاؤل يمنح الإنسان صحة وعافية في الجسم والبدن كما تقول الدراسات، ويمكن بعدها أن يقوم بأي عمل دون خوف من كمّه ونوعه.

4- الإنسان المتفائل يكون أقدر من غيره على تحمل المسؤوليات المختلفة، في الإدارة وتنفيذ المشروعات، والقيادة والسياسة وغيرها.

5- التفاؤل يصنع في الإنسان روح الشجاعة والإقدام، فلا يفكر في النتائج السلبية بقدر ما يفكر في الجانب الإيجابي، فإذا نجح شكر الله وأثنى عليه، وإذا أخفق صبر على ذلك وأعاد الكرّة ثانية وثالثة أو تَحَرَّكَ في مسارات أخرى لتحقيق هدفه المنشود.

6- التفاؤل يمنح صاحبه الإتقان في العمل، وبالتالي جودة عالية في الإنتاج مع زيادة في الكمية وبأقل الأثمان والخسائر.

7- التفاؤل يمنح صاحبه العفو والصفح ويمنعه من الثأر والانتقام، وهذا يعني أنه يصنع في الإنسان بُعدًا في النظر وإشراقة للمستقبل، حيث لا ينظر المتفائل إلى القريب العاجل وإنما إلى البعيد الآجل، وقد أعطى رسول الله عليه الصلاة والسلام العالمين درسًا في هذا الجانب، فعن عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ حدثته أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليّ ثم قال: يا محمد! فقال: ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا«(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (ص539، رقم 3231) كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى. ومسلم (ص800، رقم 1395) كتاب الجهاد، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين.



بحث عن بحث