سنن الإمام النسائي(2)
صفات الإمام النسائي الخِلقية والخُلقية.
كان الإمام النسائي حسن الوجه ، مشرق اللون ، يضرب لونه إلى الحمرة مع كبر السن ، وكان يكثر أكل الديوك الكبار ، وكان يؤثر لباس البرود النونية ، وكان مجتهدا في العبادة بالليل والنهار ، ومواظبا على الحج والجهاد ، وقد خرج مع أمير مصر غازيا ، فوصفوا من شهامته وشجاعته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين ، واحترازه من مجالس الأمير الذي خرج معه الشيء الكثير ، وهكذا فليكن العلماء ينشرون العلم ، فإذا ما دعا داعي الجهاد أسرعوا إلى تلبية النداء ، وقد بلغ من ورعه وتقواه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وهو هدي نبي الله داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
ثناء العلماء عليه :
قد حظي الإمام النسائي بثناء كثير من أئمة الحديث وجهابذته مما يدل على سعة حفظه وتبحره وإتقانه ومعرفته بالعلل والرجال .
قال أبو علي النيسابوري : أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي .
وقال الدارقطني: أبو عبدالرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
وقال القاضي تاج الدين السبكي سألت شيخنا الذهبي : أيهما أحفظ مسلم بن الحجاج أو النسائي فقال : النسائي ثم ذكرت ذلك لوالدي فوافق عليه .
وقال الذهبي أيضاً : ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ومن أبي داود ومن أبي عيسى وهو جار في مضمار البخاري وأبي زرعة .