الآثار المترتبة على مخالفة قاعدة التفاؤل في الدعوة
إن الداعية الذي لا يفقه هذه القاعدة، وكذا المؤسسة الدعوية يعرضون أنفسهم وبرامجهم لسلبيات متعددة، منها:
1 – التقاعس عن الدعوة، والفتور عنها، ومن ثمّ الحرمان من أجرها وثوابها.
2 – إصابتهم بالإحباط واليأس والقنوط المنهي عنه، وفي هذا مخالفة شرعية لصريح القرآن الكريم.
3 – تأخر الدعوة وبعدها عن واقع الناس، ومن ثم اتهام الآخرين لها بعدم عملها في الواقع وعدم قدرتها على معالجة أوضاع الأمة.
4 – انتشار الشر والرذيلة على مستويات متعددة، ومن ثمّ تمكّن الباطل وأهله.
5 – معارضة سنن الله تعالى التي أقام عليها الكون كله.
والخلاصة:
بناءً على ما سبق نخلص إلى عدة نقاط نجمل فيها جملة أفكار هذه القاعدة:
1 – أن منهج القرآن الكريم النظر إلى المستقبل بتفاؤل وحسن ظن، وهكذا قصّ الله تعالى علينا في القرآن الكريم عن أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وبيَّن لنا منهجهم التفاؤلي.
2 – وهكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم التفاؤل في أقواله وأعماله، وسيرته، وكرّس هذا المنهج العظيم.
3 – أن التفاؤل الحق هو النظر للمستقبل بحسن ظن مع بذل الأسباب والجهد والطاقة، وعدم الركون إلى الاستسلام، والقعود، والاتكال على مجرد التفاؤل.
4 – التفاؤل لابد أن يكون واقعيًا، لا يصل إلى حدّ الأماني المقعدة أو التصورات الخيالية غير الواقعية.
5 – من المُسْلمات الشرعية أن التشاؤم، والنظر للمستقبل بمنظار أسود من سمات الجاهلية، ويدعو للقنوط من رحمة الله، ويقعد عن العمل والدعوة.
6- وعلى ذلك تبنى البرامج وتوضع الأهداف والآليات.