فضل محبة الخير للناس
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
© أهمية الحديث:
قال النووي :: قال الإمام الجليل محمد بن عبد الله بن أبي زيد، إمام المالكية في زمانه: جماع آداب الخير يتفرع من أربعة أحاديث. وذكر منها هذا الحديث.
© المباحث اللغوية:
لا يؤمن أحدكم: المقصود هنا الإيمان الكامل.
© توجيهات الحديث:
1- يحرص الإسلام على أن يكون المسلم مؤمنًا كامل الإيمان، فيقوم بالعوامل المساعدة في ذلك ومنها محبة المسلم لأخيه المسلم، وأن يحب له من الخير والفائدة والأجر ما يحبه لنفسه.
2- من مزايا هذا الدين دعوته المستمرة لنشر الخير والمحبة بين أفراده وزرعها في قلوبهم وقيام علاقاتهم الاجتماعية عليها. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
3- من الصفات العُلا والأخلاق الحميدة في المسلم أن يتجرد من جميع الصفات المشينة والأخلاق الرذيلة من الحقد والحسد والبغضاء والشحناء ومحبة الشر والفساد، وأن يغسل ما ران على قلبه.
4- من علامة سعادة الأفراد والمجتمع نشوء المحبة والألفة والأخوة بينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وهذا لفظ مسلم.
5- قد لا يتفوق مسلمٌ على آخر بكثرة عمل من صلاة وصيام وزكاة وغيرها، ولكن يعلو عند الله تعالى بما وقر في قلبه من سلامة وصدق ومحبة للآخرين، ففي ذلك فلتنافس المتنافسون.
6- من الأمراض القلبية الفتاكة: ما يتسلل به الشيطان إلى نفوس بعض المسلمين من الحسد الذي يتمنى معه زوال نعمة الله تعالى من أخيه المسلم، وهذا المرض العضال يحصد الحسنات حصدًا.